أميركا توسع حربا سرية بآسيا وأفريقيا 16/08/2010
وسعت الولايات المتحدة نطاق عملياتها العسكرية والاستخبارية التي تستهدف تنظيم القاعدة وحلفاءه في العديد من دول قارتي آسيا وأفريقيا، وذلك باستخدام الطائرات من دون طيار والقوات الخاصة وتمويل متعاقدين للتجسس وتدريب العملاء المحليين لملاحقة "الإرهابيين".
وقالت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير خاص إن البيت الأبيض وافق على تكثيف حملة الهجمات الصاروخية عبر الطائرات من دون طيار التابعة لوكالة المخابرات المركزية (سي آي أي)، وأصدر موافقته على تنفيذ غارات ضد عناصر القاعدة في الصومال، وإطلاق عمليات سرية من كينيا.
وقد عملت إدارة الرئيس باراك أوباما مع الحلفاء الأوروبيين على تفكيك الجماعات الإرهابية في شمال أفريقيا، وكانت الهجمة الفرنسية الأخيرة في الجزائر واحدة من تلك العمليات.
وقد عمدت وزارة الدفاع (بنتاغون) إلى استخدام شبكة من المتعاقدين من القطاع الخاص لجمع المعلومات الاستخبارية عن أماكن المسلحين في باكستان –مثلا- وموقع الجندي الأميركي الأسير لدى طالبان.
وبينما كانت إدارة جورج بوش السابقة هي التي بدأت هذه الحرب السرية، فإن إدارة الرئيس أوباما، الذي سطع نجمه بعد معارضته حرب العراق، هي التي وسعت نطاقها.
وقالت الصحيفة إن حكومة الولايات المتحدة لم تقر علنا بأي من الخطوات العسكرية التي اتخذتها، خلافا لزيادة القوات الأميركية في أفغانستان التي جاءت بعد أشهر من الجدل المحتدم.
أما الحملة العسكرية الأميركية في اليمن التي كانت تستهدف مجموعة يشتبه بأنها تابعة للقاعدة -وسقط في إحدى هجماتها في 25 مايو/أيار نائب محافظ مأرب المقرب من الرئيس علي عبد الله صالح- فقد كانت قد بدأت منذ ديسمبر/كانون الأول دون تأكيدها رسميا.
وأشار مسؤولون في إدارة أوباما إلى أهمية إبقاء القتال ضد القاعدة والمسلحين الآخرين في الخفاء، ولا سيما أن حربي العراق وأفغانستان أيقظتا السياسيين الأميركيين والناخبين على تكاليف باهظة لحروب كبيرة أطاحت بحكومات يتطلب فيها الأمر سنوات من الاحتلال، وربما يشكل حافزا للتطرف في العالم الإسلامي.
"
من مخاطر الحرب السرية احتمال وتوقع عمليات فاشلة تؤجج مشاعر الغضب ضد الولايات المتحدة
"
غير أن مثل تلك الحروب تنطوي على مخاطر عدة -حسب تقرير الصحيفة- منها احتمال وتوقع عمليات فاشلة تؤجج مشاعر الغضب ضد الولايات المتحدة، وعدم وضوح الخطوط الفاصلة بين الجنود والجواسيس مما يضع الجنود في خطر الحرمان من حماية مواثيق جنيف، فضلا عن التعويل على حكام مستبدين أجانب وإقامة تحالفات غامضة.
فالضربة الأخيرة في اليمن، مثلا، تسببت في قيام عناصر من القبائل المحلية بالهجوم على أنابيب النفط والترويج للقاعدة في شبه الجزيرة العربية، وأثارت سخط الرئيس صالح بسبب مقتل المسؤول جابر الشبواني الذي كان يحاول منع رد الفعل السلبي ضد أميركا، حسب مسؤولين يمنيين.
ويشير تقرير الصحيفة إلى أن بنتاغون أصبح لا يختلف عن سي آي أي في الشرق الأوسط وأماكن أخرى، وعن قوات العمليات الخاصة التي تقوم بمهمات تجسس كانت منوطة بوكالات مخابرات مدنية.
* النيويورك تايمز
رد مع اقتباس